في زمنٍ يركض فيه العالم خلف الشاشات، وينام على وقع التنبيهات، تنطفئ أجسادٌ كانت خُلقت للحركة، لا للركود.
ننسى – أو نتناسى – أن الجسد ليس آلة نستهلكها حتى تنهار، بل كيان حيّ لا يزدهر إلا بالحركة، ولا يُزهر إلا بالرياضة.
الرياضة ليست ترفًا، بل فلسفة بقاء
الرياضة ليست مجرد عرقٍ يتصبب، أو نبضٍ يتسارع، أو عضلةٍ تنتفخ.
إنها حوار صامت بين الإنسان وذاته؛ تدريب على الانضباط، ومصالحة مع الجسد، وثورة ناعمة على الكسل.
حين نمارس الرياضة، نحن لا نُجري عضلاتنا فقط، بل نُعيد برمجة عقولنا:
- نُعلي منسوب الإرادة،
- نكسر اعتياد التأجيل،
- ونرتب فوضى الداخل كما نُهندس حركة الجسد في الخارج.
الصحة لا تُشترى بل تُبنى
في عالمٍ ترتفع فيه فاتورة الدواء، تنخفض كلفة الوقاية.
والرياضة، وإن كانت بسيطة في أدواتها، إلا أنها سيدةُ الوقاية.
فهي تخفّض ضغط الدم دون عقاقير، وتوازن السكر دون وخز، وتُحسّن المزاج دون حاجة لحبوب مهدّئة.
جسمك حين تتحرك، يشكرك؛
يطلق هرمونات السعادة، يقوّي المناعة، يُخفّف الالتهاب، ويُبطئ عجلة الشيخوخة.
الرياضة ليست للرياضيين فقط
هناك من يعتقد أن الرياضة حكرٌ على المحترفين، أو من يملكون الوقت.
لكن الحقيقة؟
الرياضة للإنسان، ما دام على قيد الحياة.
تمشية خفيفة، 15 دقيقة من اليوغا، رقصة في غرفة صغيرة… كلّها أبواب تؤدي إلى المعنى الأعمق للحياة: أن تكون حيًّا بحق.
حرّك جسدك… يتحرك كل شيء
في الرياضة، لا تتحرك عضلاتك فقط، بل تتحرك نظرتك للعالم.
تصبح أكثر وعيًا، أكثر امتنانًا، أكثر انسجامًا مع ذاتك.
مارس الرياضة، ليس لتغيّر جسدك فقط، بل لتتذكّر أنك موجود.
ولأن الجسد الذي يُكرَّم بالحركة… لا يُهان بالمرض.